آخر سياره بقوة حصان طبيعي خخخخخخخ

قرار في برلين يسرع بانقراض «ترابانت».. سيارة ألمانيا الشرقية

معها «ديناصورات المرور» تودع شوارع المدينة نهائيا بعد 50 سنة على ولادتها

كولون(ألمانيا): ماجد الخطيب
تودع شوارع برلين في بداية العام المقبل آخر سيارة «ترابانت»، السيارة الألمانية الشرقية (وينطقها العرب في ألمانيا: طرابانط)، والتي تحكى عنها طرائف عن تفوقها على المرسيدس والفيراري و البي إم دبليو «لكن في مجال آخر». وصار عليها أن تغادر الشوارع الألمانية بحكم قوانين حماية البيئة بعد قرار في برلين يزيح عن شوارعها كل ما يعكر بيئتها من السيارات.
وإنتاج ترابانت، الملقبة بسيارة «الكرتون»، وأحيانا بـ«طفل الديناصور» كما كان يسميها الطلاب الأفارقة في ألمانيا الشرقية، توقف مع سقوط جدار برلين، ولم تستطع مواكبة شروط البيئة الجديدة، التي تمتد من وضع الفلتر ضد ذرات السخام وخفض ارتفاع ضجيج المحرك إلى كمية البنزين التي تستخدمها.

وطبيعي، لم تتفوق ترابانت على فيراري في سباق «الفورمولا 1»، ولم يقدها شوماخر، وإنما في السباق السنوي الذي أقامه أخيرا «هواة السيارات القديمة» في مدينة داساو (شرق ألمانيا)، التي شهدت «ولادة» الترابانت قبل 50 عاما. ويشارك هواة السيارات في هذا السباق بنماذج أولى من إنتاج الشركات الكبرى وبسيارات تم تحسينها وتجديدها لتواكب سيارات العصر الحديث.

ويقع على أصحاب سيارات ترابانت (وتقدر دائرة البيئة وجود 1700 منها في برلين) أن يحسنوا سياراتهم أو أن يلقوا بها إلى مزبلة الحديد (السكراب) بعد أن قررت برلين منع السيارات التي تلوث البيئة من دخولها. وسيشمل القرار نحو 58 ألف سيارة قديمة بينها الكثير من سيارات فولغا وموسكوفيتش ولادا وسكودا القديمة، التي تعتبر من ميراث ألمانيا الشرقية. وتقول دائرة البيئة إن البرلينيين الشرقيين يحتفظون بنحو 645 سيارة لادا، و92 سكودا وعدد غير معروف من فولغا وموسكوفيتش وغيرها من «ديناصورات المرور».

ومع دخول الشروط الجديدة حيز التنفيذ انخفضت أسعار الترابانت إلى 200 ـ 300 يورو في الانترنت، وصار أصحابها يتفننون في التعبير عن منافعها.. فهي «صالحة للتفسح خارج المدن في المناطق البحرية، ومتعددة الاستخدام». وعرض أحدهم على موقع «إي باي» على الانترنت، سيارته بعد أن حولها إلى جهاز للشواء (باربيكيو). وآخر صبغها باللون الوردي الذي تستخدمه سيارة برنامج «الفورمولا1» في تلفزيون «فيفا» للموسيقى. وثالث زودها بإطارات ضخمة ليحولها إلى سيارة «مونستر» على الطريقة الأميركية.

وكان الاحتفاظ بسيارة ترابانت قد بدأ كهواية فيها نوع من الحنين للنظام الشيوعي السابق عند البعض، لكنها تحولت، بمرور الوقت، إلى تجارة سياحية مربحة للبعض الآخر. وأسس ريكو هاينزغ شركة «ترابانت سافاري» لتوفير متعة التجول في برلين بالسيارات الشرقية المنقرضة. وانتقد هاينزغ قرار دائرة البيئة لأنه سيحرم شركته من 20 ألف هاوٍ في السنة يأتون من كافة أنحاء العالم لرؤية «عجيبة» الترابانت وركوبها. والقاسي في الأمر أن عليه أن يتخلص من اسطول سياراته الخمسين من طراز ترابانت في موعد أقصاه الأول من يناير (كانون الثاني) 2008، وهو بالضبط موعد ميلاد سيارة الترابانت قبل 50 سنة في داساو.